قريش

 

  

                                                                            


 قريش

  
 ذكر ابن" سعيد الأندلسي " في [1]" نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب"    أن قريش : هم ولد النضر بن كنانة، وهم معدن النبوة والخلافة والشرف

 ذكر البيهقي : ثم قال. أن قريشاً لم تكن تسمى بهذا الإسم حتى قرشها قصي بن كلاب رئيسها   أي - جمعها حول الحرم - فعظمت من ذلك الحين، وقد أرخت العرب من حينئذ إنما : وقيل.
سميت قريشاً باسم دابة في البحر تلتقم دوابه، ولها الغلبة والصولة يقال لها:
القرش، وهي معروفة إلى اليوم.
"
ومن كتاب المعاقل في فضل قريش": عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه
قال فضل الله قريشاً بسبع خصال أنه : – أنه   أي رسول الله   - منهم، وأن الله أنزل فيهم سورة في كتابه العزيز لم يذكر فيها أحداً غيرهم، وأنهم عبدوا االله عشر سنين ما عبدسنين ما عبده أحد قبلهم، وأن االله نصرهم يوم الفيل، وأن الخلافة والسدانة والسقاية فيهم".

 وقال ابن حزم: من ولده النضر بن كنانة فهو من قريش، ومن لم يلده فليس بقرشي. وصار لقريش الحرم. وأخرجوا إلى ضواحي مكة سائر كنانة، فكان لهم الشرف بذلك. انتهى قول ابن سعيد الأندلسي.
 وقد اختلف في قريش فقال أكثر الناس كل من كان من ولد النضر بن كنانة فهو قرشي، وحجتهم في ذلك حديث الأشعث بن قيس الكندي، قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وفد كندة فقلت ألستم منا يا رسول الله؟ فقال: "لا نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفوا أمنا ولا ننتفي من أبينا  وقال مصعب الزبيري كل من لم ينتسب إلى فهر فليس بقرشي.

وقال علي بن كيسان فهر هو أبو قريش ومن لم يكن من ولد فهر فليس من قريش.      

  جاء في ثم في شرح حديث "قريش ولاة الناس في الخير والشر" : أي  في الجاهلية والإسلام ويستمر ذلك إلى يوم القيامة، فالخلافة فيهم ما بقيت الدنيا، ومن تغلب على الملك بطريق الشوكة لا ينكر أن الخلافة في قريش.

 قال ابن تيمية: والذي عليه أهل السنة والجماعة أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم وروميهم وفارسيهم وغيرهم، وأن قريشاً أفضل العرب، وأن بني هاشم أفضل قريش، وأن رسول الله صلى االله عليه وسلم أفضل بني هاشم، فهو أفضل الخلق نفساً وأفضلهم نسباً، وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم لمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم، وإن كان هذا من الفضل، بل هم في أنفسهم أفضل، وبذلك يثبت للنبي صلى الله عليه وسلم أنه أفضل نسباً وإلا لزم الدور وكان العرب يضربون بقريش الأمثال في المآثر وخلال المجد والمفاخر، حتى إن بني عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم كانوا ذوي فصاحة وصباحة وشجاعة وسماحة وشرف ظاهر في قومهم، فسموهم بذلك "قريش تميم" ، وكان كذلك بنو كنانة بن تميم بن أسامة بن مالك الأرقم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بهذه الصفة في قومهم فكانوا يسمونهم قريش تغلب" بل كان ". المهالبة في الإسلام لشرفهم يُسمّون "  هاشم الأزد" وقد قال الحارث بن ظالم المري
"
مرة غطفان" وكان أصل قومه بنو مرة بن عوف يعود إلى قريش وإن كانوا

 

في عداد ذبيان من غفطان 
رفعت الرمح إذ قالوا قريشاً
فما قومي بثعلبة بن سعد
وقومي إن سألت بنو لؤي
وشَبَّهْتُ الشمائل والقِبابا
ولا بفزارة الشُّعرِ الرقابا
بمكة عَلّموا مُضر الضرابا

وأخيراً نقول إن قريش هم أصل العرب وأصرحهم نسباً، وهم مقدمون في كل. شيء فمنهم النبي محمد المختار صلى الله عليه وآله وسلم، ومنهم الصديق والفاروق وذا النورين وأبا الحسنين رضي الله عنهم، ومنهم العشرة المبشرين بالجنة، وهم سدنة البيت الحرام، وأهل سقاية الحجيج، وفيهم الخلافة حيث نصّ رسول الله أنه سيكون من قريش إثنا عشر خليفة يعزّ الله بهم دين الإسلام، وقد أفرد الله لهم سورة بإسمهم في القرآن الكريم لم يذكر فيها قوم غيرهم، في سورة قريش، وهي ميزة لهم دون الناس. ويكفيهم أنهم قوم رسول الله وخلاصة سلالة خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام.

 وهم الذين أطعمهم الله، وآمنهم الله، فأي نعمة هي وأي فضل عظيم هو؟، فالحمد الله رب العالمين.


من مآثر قريش: أنّها كانت لا ترضى بالغزو والغارات – خلا قريش الظواهر

 ولا - بالظلم والبغي، [2]وإن في حادثة حلف الفضول لدليل على رفض قريش للظلم والبغي على الناس وخاصة بمكة. ومن قام على عَقد حلف : الفضول هم بنو هاشم وبنو زهرة وبنو تيم، وقيل انضم معهم أيضاً: بنو المطلب بن عبد مناف وبنو أسد بن عبد العزى وكذلك فإن قريش لم تقبل بالوأد ولا بالدخول بمن يقع في أيديهم أسرى من النساء وكان من فضائلهم أن منّ الله عليهم بالإيلاف، فأغناهم وجعلهم لقاحاً.
فلم يخضعوا لملك ولم يستعبدهم سلطان أجنبي، ولم يدفعوا أي شيء عنهم لملك
من الملوك، بل كانت الملوك تأتي إلى مكة وتعظم البيت الحرام وأهله وكذلك فأنه .لم تُسبى قط امرأة قرشية[3] 
 وأما نساء قريش، فهن خير من ركبن المطايا والإبل، فعن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ":"نساء قريش خير نساء ركبن الإبل، أحناه على طفل، وأرعاه على زوج في ذات يده ،"، يقول أبو هريرة – رضي االله عنه ولم تركب : على إثر ذلك - مريم بنت عمران بعيراً قط، ويكفيهن فخراً أن منهن سيدتا نساء العالمين خديجة "و" بنت خويلد فاطمة بنت محمد" رضي الله عنهما  ولمّا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم   قدموا " قدمواقدموا قريشا ًقريشاً ولاولا تَقدموها تَقدموها وتعلموا منهاوتعلموا منهاولا تعلموهاتعلموها"



 [1]  نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب322/1 

 [2]  المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 11  /365 

[3]  المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ،  الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة ، المفصل  133-131/1  
في تاريخ الجاهلية قبل الإسلام ،251/9  تاريخ دمشق لابن عساكر 118-117/24



إرسال تعليق

أحدث أقدم