فضل العرب

 

فضل العرب



جاء عن فضل العرب في "مسبوك الذهب في فضل العرب" أن الدليل على فضل
العرب قائم من وجهين، من المنقوَل والمعقوَل   امَا النَّقل: فقد روى الطَبراني
والبيهقي وأبو نعيم والحاكم عن ابن عمر - رضي الله عنه : أنه قال - قال رسول الله:
"إنَّ الله خلقَ الخلقَ، فاختارَ من الخلقِ بني آدم، واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مُضر، واختار من مُضر قُريشاً، واختار من قريشٍ بني هاشمٍ، وَاختارني من بني هاشم، فأنا خيارٌ من خيارٍ، فمن أحبً العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم"
فهذا النَّقلُ صريح في فضل العرب على العجم، وصريح في فضل جنس بني آدم
على جنس الملائكة، خلافاً للمُعتزلة ومن وافقهم.
وروى الترمذيُّ أيضاً وحسّنه من حديث العبًاس - رضي الله عنه - أنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَ الله خلقَ الخلقَ فجعلني في خير فرقهم، ثمَّ خير القبائل فجعلني في خير قبيلةٍ، ثمَّ خير البيوت فجعلني في خير بيوَتهم، فأنا خيرهم نفساً  وخيرهم بيتاً"
وروى الحافظ ابن تيمية من طرق معروفة إلى محمد بن إسحاق الصَاغَاني بإسناده إلى ابن عمر عن النبي صلى االله عليه وسلم، وفيه: "ثم خَلَقَ الخَلْقَ فاختار مِنَ الخلقِ بني آدم، واختارَ من بني آدمَ العربَ، واختار من العَرَب مُضر، واخْتَارَ مِنْ مُضر قُرَيْشاً، واخْتَارَ مِنْ قريشٍ بني هَاشِمٍ، واختارني مِنْ بني هاشِمٍ، فأنَا من خِيارٍ إلى خيار، فَمَنْ أحَبَّ العَرَبَ فبحبي أحَبَّهُمْ، وَمَنْ أبغضَ العَرَبَ فببغضي أبْغَضَهُمْ ففي هذه "
الأحاديث كلَّها أخبر رسول االله أنهُ تعالى جعل بني آدم فرقتين، والفرقتان العرب
والعجم، ثمَّ جعل العرب قبائل، فكانت قريش أفضل قبائل العرب، ثم جعل قريشاً
بيوتاً، فكانت بنو هاشم أفضل البيوت. فالأحاديث كلُّها صريحةٌ بتفضيل العرب على غيرهم.

وروى الإِمام أحمد ومسلم والترمذي من حديث الأوْزَاعي، عن شَدَّاد، عن واثلة بن  الأسْقَع رضي الله عنه : قال - سمعت رسول الله صلى االله عليه وسلم يقول إنَّ الله : "
اصْطَفَى كِنَانَةَ من وَلَدِ إسماعيلَ، واصْطَفَى قُرَيْشاً من كِنَانَةَ، واصْطَفَى من قُرَيشٍ بني هَاشِم، واصْطَفَاني من بني هَاشِم". وفي لفظ آخر "إنَّ االله اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إبراهيمَ إسماعيل، واصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إسماعيل بني كِنَانَةَ : قال الترمذي. إلى آخره" هذا حديث صحيح.
وهذا الحديث يقتضي أن إسماعيل وذريته صَفوَة وَلَدِ إبراهيم، وأنًهم أفضل من وَلَدِ إسْحاق، ومعلوم أن ولد إسحاق الذين هم بنو إسرائيل أفضل من العجم لما فيهم من النبوة والكتاب حيث ثبت فضل وَلَدِ إسماعيل على بني إسرائيل، فعلى غيرهم .
وقد احتج الشافعيّة في الكفاءة بهذا، فقالوا: إنَّ العرب طبقات، فلا يكافئ غير قرشي من العرب قرشيَّة، وليس القرشي كفءاً للهاشميَّة، للحديث السابق: "إِنَّ االله اصْطَفَى "قالوا : إلى آخره وأولاد فاطمة عليها السلام -  لا يكافؤهم غيرهم من بقية بني هاشم، لأن من خصائصه - عليه السلام - أن أولاد بناته ينسبن إليه  
وذهبُ الإمام أحمد: أنَّ جميع العرب أكفاء لبعضهم، كما أنَّ جميع العجم أكفاء
لبعضِهم، واعْتبر النسب في الكفاءة لأن العرب تفتخر به.
واعلم أن الأحاديث الواردة في فضل قريش، ثم في فضل بني هاشم كثيرة جداً.
وليس هذا موضعها.
وأما العَقل الدَّال على فضل العرب: فقد ثبت بالتواتر المحسوس المشاهد أن العرب أكثر الناس سخاء، وكرماً، وشجاعة، ومروءة، وشهامة، وبلاغة، وفصاحة ولسانهم.
 أتم الألسنة بياناً، وتمييزاً للمعاني، جمعاً وفرقاً بجمع المعاني الكثيرة في اللفظ
القليل، إذا شاء المتكلم الجمع. ويميز بين كل لفظين مشتبهين بلفظ آخر مختصر، إلى غير ذلك من خصائص اللسان العربي.
ومن كان كذلك فالعقل قاض بفضله قطعاً على من ليس كذلك، ولهم مكارم أخلاق محمودة لا تنحصر، غريزة في أنفسهم، وسجية لهم جبلوا عليها، لكن كانوا قبل الإسلام طبيعة قابلة للخير ليس عندهم علم منزل من السماء، ولا هم أيضاً مشتغلون ببعض العلوم العقلية المحضة كالطب أو الحساب أو المنطق ونحوه إنما .
علمهم ما سمحت به قرائحهم من الشعر والخطب أو ما حفظوه من أنسابهم
وأيامهم، أو ما احتاجوا إليه في دنياهم من الأنواء والنجوم، أو الحروب، فلما بعث الله - محمداً صلى الله عليه وسلم - بالهدى الذي ما جعل الله في الأرض مثله، تلقوه عنه بعد مجاهدته الشديدة لهم، ومعالجتهم على نقلهم عن تلك العادات الجاهلية التي كانت قد أحالت قلوبهم عن فطرتها، فلما تلقوا عنه ذلك الهدى زالت تلك الريون عن قلوبهم واستنارت بهدي الله، فأخذوا هذا الهدي العظيم بتلك الفطرة الجيدة فاجتمع لهم الكمال التام بالقوة المخلوقة فيهم، والهدى الذي أنزله عليهم.
ثم خص قريشاً على سائر العرب بما جعل فيهم خلافة النبوة وغير ذلك من
الخصائص، ثم خص بني هاشم بتحريم الصدقة، واستحقاق قسط من الفيء إلى
غير ذلك من الخصائص، فأعطى الله - سبحانه - كل درجة من الفضل بحسبها والله عليم حكيم واعلم أنه ليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم بمجرد كون النبي منهم كما يتوهم، وإن كان هو - عليه السلام - قد زادهم فضلاً وشرفاً بلا ريب، بل هم في أنفسهم أفضل وأشرف وأكمل. وبذلك ثبت له عليه السلام - - أنه أفضل نفساً ونسباً، وإلا للزم الدور وهو باطل.
وبالجملة فالذي عليه أهل السنة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم، وسريانيهم، ورومهم، وفرسهم، وغيرهم، وأن قريشاً أفضل العرب، وأن بني هاشم أفضل قريش، وأن رسول الله أفضل بني هاشم فهو أفضل   الخلق أجمعين، وأشرفهم نسباً وحسباً، وعلى ذلك درج السلف والخلف .  
   وعنه صلى الله عليه وآله وسلم  "من أبغض العربَ أبغضه الله"، أي لأن رسول الله يكون داخلاً في بغض العرب، وعنه عليه الصلاة والسلام  من أحب العرب فبحبي أحبهم ، وقال صلى" الله عليه وآله وسلم  "حب العرب إيمان "   أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم، وحسبهم بذلك فخراً بين أعلام الأمم.

قال ابن الكلبي في العرب  خاصة عشر خصال لم تكن لغيرهم من الأمم خمس
منها في الرأس، وخمس في باقي :
 قلتُ( الجسد هي المسماة سنن الفطرة عند الفقهاء، وهي خصال جائت النبوة بها، ونوَّه الشارع ـ صلى الله عليه وآله وسلم بفضلها، قال ) وفي العرب القيافة، ولم تكن في أحد غيرهم وهي من عجائب المخلوقات، حيث يفرق القائف بين المرأة والرجل، والأبيض والأسود، والبكر والثيب، بمجرد وضع أقدامهم على الأرض، في أمور عدة. ومنها معرفة الطويل والقصير، والمهزول والسمين، ونحو ذلك، فتراه يلحق الإبن القصير بالأب الطويل، وكذا العكس، ليس ذلك إلا للعرب دون باقي الأمم مهما بلغت عقولهم
تعود أنساب كافة القبائل العربية إلى جذمين عظيمين هما: عدنان وقحطان، وخرج من كلاهما شعوب عديدة، وجماهير غفيرة، وقبائل كثيرة فمن قحطان خرجت قبائل حمير والأزد ومذحج وهمدان وكندة ولخم وجذام وعاملة وطيئ وخولان وغيرهم من قبائل بني قحطان الكبرى الكثيرة، وكانت مساكن بني قحطان باليمن في البداية، ثم إنساحوا شمالاً في فترات تالية، أهمها ما كان بعد إنهيار سد مأرب.
وأما بنو عدنان وهم صريح ولد نبي الله إسماعيل الذبيح بن إبراهيم الخليل عليهما السلام، فقد تشعبوا إلي شعوب، أهمهم: مضر الحمراء وربيعة الفرس، وهما الموصوفان بأنهما صريح ولد إسماعيل الذبيح بن إبراهيم الخليل عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام.
" مضر" وينقسم بنوه إلي فرقتين عظيمتين : هما قيس وخندف، وتفرعت من قيس قبائل كثيرة منها: هوازن وثقيف وسليم ومازن وغطفان وفهم وعدوان وباهلة وغيرهم من قبائل قيس عيلان، وتفرعت من خندف قبائل كثيرة منها تميم وضبة :والرباب ومزينة وهذيل والقارة وأسد وكنانة، وخرجت من قبيلة كنانة بطون كثيرة، وزهرة هذه البطون هي قريش، وهم: بنو فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان من ذرية الذبيح إسماعيل بن الخليل إبراهيم عليهما السلام، وقريش هم قوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقوم أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين وعلي أبي الحسنين الحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين.



إرسال تعليق

أحدث أقدم