القعدد و المطرف في الأنساب

 

 

القعدد و المطرف في الأنساب

  وأهميتها في حساب الجيل

 


من المسائل المهمة التي أعتنى بها النسابين مسألة حساب القعدد والمطرف في فترة ومنية محددة .حيث أن في الأنساب ما فيه "طريف " و" قعدد " وبالتالي تأثيره على حساب الجيل .
والطرافة والأقعاد موجودان في أكثر الأنساب ،وقد ذكر علماء الأنساب في مصنفاتهم عددا من أهل الأقعاد ،وذكر أبن خلدون في تأريخه في المقدمة منه تحت عنوان "أن الدولة لها أعمار طبيعية كالاشخاص " ،فأنه قد زعم أن الدولة لاتعدو ثلاثة أشخاص ،وأن عمر الدولة ينتهي بثلاثة أجيال ،وذكر كلاما للمنجمين والأطباء أن العمر الطبيعي مائة وعشرون سنة ،ثم أنتهى في كلامه ان عمر الدولة مائة سنة تسع أجيال :
1-
جيل النشوء والقوة والعزة.
2-
الجيل المخضرم .
3-
جيل الترف والرفاهية ومعه الضعف والأنحلال .
ثم استمر قائلا ولهذا يجري على ألسنة الناس ،أن عمر الدولة مائة سنة ،وهذا معناه .
فاعتبره وأتخذه قانونا يصحح للانساب عدد الأباء في عمود النسب الذي تريده من قبل معرفة السنين الماضية فقد جعل لكل مائة من السنين ثلاثة من الأباء فاذا نفذت على هذا القياس مع نفوذ عددهم فهو صحيح ،وأن نقصت عنه بجيل فقد غلط عددهم بزيادة واحد في عمود النسب وأن زادت بمثله فقد سقط واحد ،وكذلك تأخذ عدد السنين من عددهم اذا كان محصلا لديك فتأمله تجده في الغالب صحيحا والله يقدر الليل والنهار .انتهى ما اورده ابن خلدون .
وسنقوم اولا بوضع تعريف للمطرف والقعدد والجيل ومن ثم سنتطرق تباعا لكل ما يخص هذا الموضوع .
--
في معنى القعدد والمطرف :
اولا :المعنى اللغوي :
جاء في تهذيب الأسماء :"قال ابو عمرو : القعدد القريب النسب من الجد الأكبر ،والمطرف البعيد النسب من الجد الأكبر وهو من الأضداد .
وفي المحكم والمحيط الأعظم :"و القعدد :املك القرابة في النسب .والقعدد .والميراث القعدد :هو أقرب القرابة الى الميت ،وفلان أقعد من فلان :أي أقرب منه الى جده الأكبر .
وعبر عنه أبن الأعرابي بمثل هذا المعنى ،فقال :فلان أقعد من اقعد من فلان :اي أقل أباء .والاقعاد قلة الأباء وهو مذموم . والأطراف :كثرتهم وهو محمود . وقيل :كلاهما مدح . وقال اللحياني :رجل ذو قعدد اذا كان قريبا منالقبيلة والعدد فيه قلة .يقال :هو اقعدهم :أي اقربهم الى الحد الأكبر .واطرفهم وأفلسهم :اي ابعدهم من الجد الأكبر (.
وفي تهذيب اللغة :" قلت :ويقال رجل قعيد النسب ذو قعدد ،اذا كان قليل الأباء الى الجد الأكبر .وفلان اقعد بني فلان اذا كان اقربهم الى الجد الأكبر .وكان عبدالصمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي اقعد بني العباس نسبا في زمانه .
وليس هذا ذما عندهم ،واما القعدد المذموم فهو اللئيم في حسبه . وروي ابو العباس عن عمرو عن ابيه انه قال :القعدد القريب النسب من الجد الأكبر .والمطرف :البعيد من النسب من الجد الأكبر ،وهو من الأضداد .
وقال ابن السكيت في قول البعيث :
لقي مقعد الأنساب منقطع به ومعناه )انه قصير النسب من القعدد(.
وفي لسان العرب :(ورجل قعدد قريب من الجد الأكبر وكذلك قعدد والقعدد املك القرابة في النسب والقعدد القربى والميراث القعدد هو اقرب القرابة الى الميت ......
وفي اساس البلاغة :"واطراف الرجال :اشرافهم ،ولهذا ذهب بالتفسير الاخر ،قتل ابن الاحمر :
عليهن اطراف من القوم لمن يكن طعامهم حبا بزغبة اعثرا
وقال الفرزدق :
واسئل بنا وبكم اذا وردت مني اطراف كل قبيلة من يمنع
يريد :اشراف كل قبيلة .
وقد ذكر المنذري عن أبن أبي العلاس عن أبن الأعرابي أنه قال : الطرف في البيت ،وهو جمع طريف ،وهو المنحدر في النسب وهو عندهم أشرف من القعدد .
وقال الأصمعي :يقال فلان طريف النسب ،والطرافة فيه بينة : وذلك اذا كان كثير الاباء الى الجد الأعلى .
وفي لسان العرب :" والطريف في النسب الكثير الأياء الى الجد الأكبر ".
وذكر أبن سيده :" رجل طرف وطريف كثير الاباء الى الجد الاكبر ليس بذي قعدد ".
وفي الصحاح :" نقيض القعدد وقيل هو الكثير الاباء في الشرف والجمع طرف وطرف وطراف .والاخيران شاذان وأنشد ابن الاعرابي في الكثير الاباء في الشرف للاعشى :
أمرون ولادون كل مبارك
طرفون لا يرثون سهم القعدد
وطرف بالصم طرافة ،قال الجوهري وقد يمدح به .
والاطراف كثرة الاباء .وقال اللحياني هو أطرفهم اي ابعدهم من الجد الاكبر ،قال ابن بري والطرفي في النسب مأخوذ من الطرف وهو البعد والقعدى أقرب نسبا الى الجد من الطرفى.
ثانيا : المعنى الاصطلاحي :
ورد معناه في اصطلاحات النسابين :
-
قعدد :اي أصغر الأولاد وقد يعبرون به عن اقرب الرجال الى الجد الاعلى ،بمعنى القريب بالنسبة الى جده المتفرع عنه وياقبله الطريف ،وقد يصطلحون عليه بقعيد او قعيد النسب كما يقال له ذو قعدد .
فالقعدد :هو قليل الأباء الى الجد الاعلى .
اما المطرف او الطريف فهو بعكسه اي كثير الاباء الى الجد الاعلى ،ولا مدخلية لزيادة الشرف في ذلك الا ان يقال ان المطرف هو

من كان سلسلة ابائه هم الأكبر من بين اخوانهم وبعكسه القعدد .وليس لأحدهما تقدم على الأخر .
-
مراتب الأقعاد والأطراف :
ذكر النسابون ان المطرف والقعدد على مراتب منهم :
-
المطرف .
-
المطرف العالي .
-
القعدد .
-
القعدد العالي .
-
المتوسط او المعدل .
وسلسلة النسب او العمود النسبي قد يحتوي على كل هذة المراتب الخمسة .وان كل قرن يشغله جيلين او جيلين ونصف من القعدد او خمسة او اربعة من اجيال المطرف .وثلاثة أجيال من المعد او المتوسط .
خصوصا اذا علمنا ان سني ولادة هولاء الاباء والاجداد فهو المطلوب وذلك يغني عن هذا البحث وان لم تعرف رجعنا الى تحديد عدد الاجيال بحساب متوسط هذة المراتب المذكورة فيجعل كل ثلاثة أباء في مئة سنة .
وعلى هذا القول فأن من ولد وعمر أبيه عشرون سنة فهو المطرف العالي ،واذا كان عمر أبيه عند ولادته خمسة وعشرون سنة فهو المطرف ،اما اذا كان عمر الاب اربعين سنة عند ولادة الولد فهذا الولد هو القعدد وان كان خمسين سنة فهو القعدد العالي .
وينتج من ذلك معدل هذة التحديدات ثلاثة وثلاثون سنة . وهذا ما أشتهر عند النسابين .
وهناك رأي يقول : ان المعدل بالدقة بين الخمسين والعشرين هو الخمسة وثلاثين لا الثلاثة وثلاثين ،وقد اردوا المعدل بين الخمسة وعشرين والاربعين .
ولعل مستند هذا القول هو ما ذكره أبن خلدون في مقدمته حيث يقول :"يجري على ألسنة الناس في المشهور ان عمر الدولة مائة سنة ..........فأعتبره وأتخذ منه قانونا يصحح لك عدد الاباء في عمود النسب الذي تريده من قبل معرفة السنين الماضية اذا شك في عددهم ،وكانت السنون الماضية منذ أولهم محصلة لدينا فعد لكل مائة من السنين ثلاثة من الأباء ،فأن نفدت على هذا القياس مع نفوذ عددهم فهو صحيح وأن نقصت عنه بجيل فقد غلط عددهم بزيادة واحد في عمود النسب ،وأن زادت بمثله فقد سقط واحد .وكذلك تأخذ عدد السنين من عددهم اذا كان محصلا لديك ،فتأمله تجده في الغالب صحيحا.
-
الجيل والقرن ومعناهما :
قال أبن منظور في لسان العرب :" الجيل :هو كل صنف من الناس مثل الترك جيل والصين جيل والعرب جيل وقيل هو الأمة ".
وفي المصباح المنير :"القرن هو الجيل من الناس ".
اما القرن فهو :" قيل هو عشرون سنة وقيل أربعون سنة وقيل عشر .
وحكى الزجاج والفراء :أنه ثمانون سنة .
وقيل هو أهل كل مدة كان فيها نبي او كان فيها طبقة من أهل العلم ،قلت السنون او كثرت ،فيسمى ذلك قرنا بدلالة قوله (عليه السلام ):"خيركم قرني ،يعني أصحابي ثم الذين يلونهم يعني تابعي التابعين .
قيل :وجائز أن يكون القرن جملة الأمة ،وهولاء قرن فيها .وأشتقاق القرن من الأقتران .وكل طبقة مقترنين في وقت القرن ،والذين يأتوا بعدهم ذووا اقتران :قرن اخر .
وقال أبن منظور في لسان العرب :" والقرن الأمة تأتي بعد الأمة وقيل مدته عشر سنين وقيل عشرون وقيل ثلاثون وقيل سبعون وقيل ثمانون سنة وهو مقدار التوسط في أعمار اهل الزمان وفي النهاية أهل كل زمان مأخوذ من الاقتران فكأنه المقدار قد يقترن فيه أهل ذلك الزمان في أعمارهم وأحوالهم وفي الحديث أن رجلا أتاه فقال :علمني دعاء ثم أتاه عند قرن الحول أي عند أخر الحول الأول وأول الثاني والقرن في قوم نوح على مقدار أعمارهم وقيل القرن أربعون سنة بدليل قول الجعدي ثلاثة :
ثلاثة أهلين أفنيتهم
وكان الاله هو المستاسا
وقال هذا وهو أبن مائة وعشرين سنة وقيل القرن مائة سنة وجمعه قرون وفي الحديث أنه مسح رأس غلام وقال عش قرنا فعاش مائة سنة والقرن من الناس أهل زمان واحد .وقال اذا ذهب القرن الذي انت فيهم وخلفت في قرن فأنت غريب.
-
تعريف القرن والجيل الاصطلاحي :
القرن في الاصطلاح هو : هو فترة زمنية مقدارها مئة سنة ،اما الجيل فقد جاء في الموسوعة العربية العالمية " الجيل مصطلح يستخدم للدلالة على مجموعة معينة .....ينتج كل جيل بدوره نسلا يكون جيل أخر فعلى سليل المثال الوالدان يمثلان جيلا والأولاد يمثلون الجيل التالي .
وتقدر فترة الجيل البشري بما يقارب خمسة وعشرون سنة ،كما ان الجيل قد يعني مرحلة من حياة الشخص ،اذا ما كانت المراحل شديدة التباين".
وبالجمع بين كل ما تقدم نجد أن القرن فترة من الزمن لا علاقة لها بمن يعيش فيها من الأمم .ومقدار هذة الفترة ثابت لا يتغير وهو مئة سنة .
اما الجيل فهو الفترة من الزمن ايضا تقدر بمقدار عمر الطبقة من البسر التي تعيش فيها ،فيمكن ان يزيد او ينقص بحسب عمر تلك الطبقة .وعليه فأن القرون لاتتداخل فيما لينها وأنما يبدأ بنهاية القرن السابق ،اما الأجيال فأنها تتداخل فيما بينها لتداخل الطبقات فأن الطبقة اللاحقة لاتبدأ بنهاية الطبقة السابقة وأنما نجد طبقتين وثلاث وأربع متداخلة فنجد الجد والأب والأبن في قرن واحد .
وعليه فأذا قيل ان القرن ثلاثة أجيال فأنما هي متداخلة لا مترتبة .فليس عمر الجيل ثلاثين او أربعين سنة وانما هو عمر انسان قد يصل الى المئة او الى المئة والعشرين .
ولهذا قد يتوهم العض فيقول أنه يكفي للوصول الى زمان النب

ي (صلى الله عليه واله )عشرون او ثمانية عشر واسطة ؛لأن الجيل سبعون او ثمانون سنة فيرتبون هذة الأجيال بلا تداخل فتشغل هذة الفترة التي هي الف واربعمائة سنة ،وهذا التوهم مدفوع بما ذكرنا في معرض حديثنا .
فلذلك نعبر هنا بالوسائط بدل التعبير بالأجيال تحاشيا للوقوع بهذا التوهم .
-
رد ومناقشة رأي العلامة أبن خلدون في ذلك .
ذكر العلامة أبن خلدون في مقدمة تأريخه :"أن الدولة لها أعمار طبيعية
كالأشخاص " فأن زعم أن الدولة لاتعدو ثلاثة أشخاص ،وأن عمر الدولة ينتهي بثلاثة أجيال وذكر كلاما للمنجمين والأطباء أن العمر الطبيعي مائة وعشرون سنة ،ثم أنتهى في كلامه ان عمر الدولة مائة سنة تسع أجيال :
1-
جيل النشؤ والقوة والعزة .
2-
الجيل المخضرم .
3-
جيل الترف والرفاهية ومعه الضعف والأنحلال .
ثم أستمر قائلا ولهذا يجري على ألسنة الناس ،أن عمر الدولة مائة سنة،وهذا معناه .
فأعتبره وأتخذه قانونا يصحح عدد الأباء في عمود النسب الذي من خلال يعرف السنين الماضية - خلافا للطرافة والأقعاد - وهو أن النسابة اذا كان شك في عدد الوسائط والسنين الماضية فيعد لكل مائة من السنين ثلاثة من الأباء فأن نفذت على هذا القياس مع نفوذ عددهم فهو صحيح ،وأن نقصت عنه بجيل فقد غلط عددهم بزيادة واحد في عمود النسب وان زادت بمثله فقد سقط واحد ،وكذلك تأخذ عدد السنين من عددهم اذا كان محصلا لديك فتأمله يجده في الغالب صحيحا .
والصحيح ان هذا القانون الذي قررة أبن خلدون يبطل قاعدة الأقعاد والأطراف البديهية ،مع ان أبن خلدون قد ذكر في تأريخه أنساب الفاطميين والعباسيين وفي هذة الأنساب أطراف وأقعاد .وقد أعترف في قانونه أنما يصح في الغالب وأنه مطرد منعكس .
ثم قوله فتأمله تجده في الغالب صحيحا ،فالذي يظهر من عبارته أنه في غير الغالب غير صحيح ،وقد تحكم بوضع ثلاث وثلاثون سنة وأربع شهور زعم أنها الدليل اذا أستوت مع عدد عمود النسب لكل مائة سنة ثلاثة أجيال ،فهو صحيح أو زاد جيل أو نقصت سني جيل كان العمود مغلوطا وهذا القانون مهدوم بقانون الأقعاد والأطراف فمن أخذ بقانونه لايمكن أن يصل منه الى الحقيقة ؛لأن أي عمود يختبره به قد يكون من غير الغالب .
فالعلامة التي قدمها على الصحيح والمغلوط علامة غير محققة بالتباس الغالب بغير الغالب ،وبوجود الأقعاد والأطراف ،وكيف زعمه قانونا والقانون عرفه المناطقة بأنه أمر كلي ينطبق على جميع جزئياته التي يتعرف احكامه منه ،فأذن لايمكن أن يتخذ قانون بهذة المثابة مرجعا لتصيح الأنساب ،فلو فرضنا عمود نسب فيه أقعاد وأطراف فهو باطل به ،وأن أجتمعت له أساب الصحة من الثبوت والشهرة والاستفاضة او التواتر وكل ذلك أقوى من عدد سنين تزيد وتنقص وايس لها ضابط يضبطها لأختلاف البئيات ووقت النسل ودونك ما ذكره علماء النسب في مصنفاتهم وما ذكره اهل التراجم كأبن خلكان والخطيب البغدادي في تأريخ بغداد عندما ذكروا القعدد غي العباسيين وذكر بعضهم القعدد في الهاشميين وهم أنما خصوا بالذكر من كان ذا قعدد أكبر أي يتجاوز فيه نسب أمثاله بفربه الى الجد الأكبر بثلاثة أجيال لا بجيل واحد كما زعمه أبن خلدون .
وأما الاطراف فأهله كثيرون وكذلك الأقعاد .
وللرد على العلامة أبن خلدون :ان كلامه فيه تناقض بين أوله وأخره فقد ذكر في أول كلامه أن عمر الدولة هي عمر أنسان وهو مئة وعشرون سنة وأن الجيل هو أربعون سنة وذكر لذك شواهد منها أن بلوغ الأربعين هو بلوغ شدة الأنسان ،وأن سني تيه بني أسرائيل في الصحراء هي اربعين سنة وهي المدة التي يفنى فيها الجيل ثم يذكر أن عمر الدولة مئة سنة وهي مقدار ثلاثة أجيال ،فيكون الجيل الواحد ثلاثة وثلاثين سنة ،وهذا تناقض واضح من جهة .من جهة أخرى ليس هنالك تلازم بين أعمار الدول وأعمار البشر أذ نرى ان كثير من الدول قد عمرت كثيرا ولم تلتزم بهذة القاعدة مثل الدولة العباسية والعثمانية والصفوية أذ عمرت قرونا طويلة وبالتالي فأن هذة القاعدة التي حددها أبن خلدون تنخرم بهذة القاعدة .
كذلك فأن أبن خلدون اغمض الطرف عن قاعدة الاطراف والأقعاد والذي هو موجود بأكثر كتب الأنساب ،لذلك حكم بالخطأ على الأنساب التي زادت او نقصت واحد عن العدد الذي ينتجه له ذلك القانون ،وهو بذلك خالف ما عليه علماء الأنساب بل في ذلك مخالفة للوجدان .
وعليه لايمكن التمسك بكلام أبن خلدون لأحتمال أنه قد توهم في عبارته الأخيرة واذا دخل الأحتمال بطل الأستدلال .
ان هذا التحديد الذي وضعه أبن خلدون كأنه يحصر سن الأنجاب بين العشرين والخمسين ولايعترف بهذة العملية فيما بعد الخمسين ،وهي كثيرة خصوصا في الازمنة المتقدمة فنرى أن من الطبيعي جدا ان يولد للرجل الأولاد بعد سن الستين وعلى ذلك الكثير من الشواهد سنستعرضعها بعد ذلك .
اما بعد العقد السابع فالانجاب وان كان موجودا الا أنه نادر جدا كندرته قبل العشرين .
وقد اعتمدنا المنهجية الأتية في موضوعة القعدد والمطرف :
1-
نتأكد من تأريخ ولادة الأشخاص الممثلين لسلسلة عقبية لشخص واحد معين ولعدد من الأعقاب مقبول

  أحصائيا .
2-
قسمنا السلسة العقبية لأقسام مقبولة رياضيا وأحصائيا .
3-
نحسب معدل عمر الجيل على وفق المعادلة المبسطة (تأريخ وفاة الشخص الممثل لرأس بداية السلسلة ننقصه من تأريخ وفاة الجد الأعلى ضمن السلسلة للقسم المحدد اي نهاية السلسلة على عدد الأجيال بين تأريخ وفاة الشخص وتأريخ وفاة الجد الأعلى ناقصا واحد .
4-
عند تكرار معدل ما ضمن الأقسام المدروسة وليكن (م1 )لعدة مرات و(ت )تكرار فاننا نضرب (م1 )في (ت1 ) وهكذا .
5-
نظرا لوجود عوامل عديدة تتدخل في موضوع معدل العمر مثل السن المبكر في الزواج والسن المتأخر في الزواج .......فمطلوب ان يحسب ما يدعى بالأنحراف المعياري الذي يحدد (معدل العمر العادي لكل حالة ينقص من معدل العمر العام الموزون على (1- النماذج المدروسة ).
ويمكن تطبيق ذلك على عدد من العينات ومن الأمثلة على ذلك :
عبدالله المستكفي بالله العباسي بن علي المكتفي بن أحمد المعتضد بن أبي احمد الموفق بن المتوكل العباسي بن محمد المعتصم بن هارون العباسي بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور الدوانيقي بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس .
توفي سنة (338هق )فأجياله أثنى عشر ،يقتضي لهم على قانون أبن خلدون اربعمائة سنة والواقع أنما هو ثلاثمائة وثمان وثلاثون سنة فنقص عن ما يقتضيه قانونه أثنان وستون سنة وهي تكفي للتقريب لجيلين لا جيل فقط وأقرب ظهور من هذا ما ذكره أبو الاصفهاني في أخر مقاتل الطالبيين والمسعودي في مروج الذهب عن قعدد بني هاشم وهو أبو هاشم داوود بن القاسم بن أسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب توفي سنة (261هق )وقعدد العباسيين وهو عبد الصمد بن علي بن عبدالله بن العباس ولد سنة (104هق ) وتوفي سنة (185هق ) وبلغ من السن (81 )سنة ،ثم أن عبد الصمد ولد أخوه محمد بن علي سنة ستين وتوفي (126هق )فبينهما من المولد (54 )سنة وفي الوفاة (59 )سنة .
وأدرك عبد الصمد ابا العباس السفاح وهو أبن أخيه وكذلك ابو جعفر ،ثم أدرك المهدي وهو عم أبيه ثم أدرك موسى الهادي وهو عم جده ثم ادرك هارون . وكان عند هارون العباسي يوما فقال يا أمير المؤمنين هذا مجلس فيه امير المؤمنين وعمه وعم عمه وعم عم عمه فأذا أضفنا الى ذلك ابناء هارون رأينا أنه قد اجتمع في وقت واحد أهل خمس طبقات أصغرهم مطرف ،وأكبرهم ذوو قعدد اكبر ومتوسطهم ذوو قعدد متفاوتون فعم هارون هو سليمان بن أبي جعفر توفي وهو أبن خمسين سنة توفي في سنة (159 )وعم سليمان هو العلاس بن محمد بن علي توفي سنة (168 )وهو أبن (65 )سنة وستة أشهر ومات هارون سنة (193هق )وعمره (46 )سنة.
ومن قعدد بني هاشم أبو محمد أسماعيل بن علي بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الذي ولي الجزيرة لأبي جعفر الدوانيقي العباسي وفلسطين ومكة والمدينة والبصرة وتولى فارس ومصر والمدينة ومكة لهارون العباسي وكان اقعد بني هاشم في عصرة وتوفي ببغداد .
ومن قعدد ال ابي طالب ابو المختار الحسين بن حمزة الكواز بن الحسن بن عبدالله بن محمد بن جعفر بن مخمد ابن عمر بن علي ابن ابي طالب(عليه السلام ) .قال ابو الحسن العمري في المجدي :رأيت ابا المختار الحسين المذكور ينسب الى سبعة الى علي (عليه السلام )، وهو القعدد في وقته وماتت بنته اليوم أحد القعدد الى علي (عليه السلام(
ومنهم ابو الحسين زيد بن محمد بن ابي الطيب محمد بن علي بن الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ،قاله ابو الحسن العمري في المجدي : كان أبو الحسين زيد يلقب بالكاسوح من مغفلي الطالبيين ،واذا حضر أضحك بغفلته فأذكر يوما وقد حضر وسألني هل احد ينسب الى سبعة الى علي (عليه السلام )فقلت أقعد من تعرف اليوم أبن الكواز العمري ،فقال لي الكاسوح بالله ياسيدي لاتفعل .قلت ما معنى قولك لاتفعل ؟.
قال: أنا انتسب الى سبعة فقلت أنتسب يا زيد ، فقال : انا زيد بن محمد بن أبي الطيب محمد بن علي بن الحسين بن علي بن علي بن الحسين بن علي أبن طالب (عليهم السلام ) فقلت له : يا زيد كنت أظنك أفطسيا ،قال : نعم وحق أبائك أفطسي ،قلت فأين الأفطس من يكون من هولاء ؟ قال : قل أنت فأرنيه نسبه وألحقته بعلي (عليه السلام ( .
فعدهم فوجدهم عشرة فبقي يعجب ويقول :كيف هذا وأنا أكبر من أبن الكواز.
ومنهم الحسين بن أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب ،وهو قعدد ال علي في ذلك الوقت بينه وبين علي (عليه السلام )ستة أباء قاله أبو الحسن العمري في المجدي وكان أبوه أبو الحسن علي الفارس الصالح الظاهر بتستر .
ومنهم أبو عبد الله الحسين بن أبي عبد الله زيد بن الحسين القعدد بن الحسين ذي الدمعة بن زيد بن علي بن الحسين بن علي أبن أبي طالب ،قال أبن عنبة في عمدة الطالب : كان بحلب وأنتقل الى دمشق وكان أقعد ولد الحسين بن علي بن أبي طالب نسبا .
ومنهم أبو الحسن علي بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي أبن أبي طالب (عليهم السلام )توفي سنة (210هق )،كما في قرب الأسناد للحميري و

انه أدرك أبن أبن أخيه الامام محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر (عليهم السلام (.
ومنهم النقيب أبو احمد الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن محمد الأعرج بن موسى أبي سلمة بن أبراهيم المرتضى بن الامام موسى الكاظم (عليه السلام ) .توفي ببغداد سنة (400هق ) وقد أناف على التسعين وهو والد السريفين الرضي والمرتضى ،فلو قابلنا بينه وبين الامام الحجة الحسن العسكري والذي توفي سنة (260هق )في سامراء نلاحظ الفارق الزمني الكبير ،وبهذا ونحوه يثبت الأقعاد والأطراف ويسقط حساب العدد الذي أختاره أبن خلدون .
الاستنتاجات التي توصلنا لها في هذة الدراسة :
1-
معدل عمر الجيل ليس محمددا برقم معين بل هو واقع ضمن طيف يبدأ بعمر (19.5 ) كأقل حد وينتهي بعمر (29.5 )كأعلى حد وعدا ذلك شواذ ،وهذة النتيجة تعزز ما ذهب اليه بعض المؤرخين معتبرين القرن يحتمل بين (3 )أجيال كحد أدنى وخمسة أجيال كحد أعلى .
2-
أن وجود معدلات عمر خارج هذا الطيف يعد حالة نادرة لاتزيد عن النسبة المئوية لحدوثها عن (4./. )سواء لتلك التي دون الحد الأدنى او تلك الى فوق الحد الأعلى .
3-
ان معدلات العمر السائدة هي (27 )بنسبة (27./. ) و(22./. )بنسبة (17./. ) و

 (28 )بنسبة (12./. ) و(29 )بنسبة (99./. ) وجميعها يتظمنها طيف الدراسة .
4-
تترواح نسب بقية معدلات العمر بين (23./. ) و(5.7./. )والتي تقع ضمن هذا الطيف .
5-
هذة الدراسة تدعو المشتغلين في حقل الأنساب الى ملاحظة هذة النتائج عند التدقيق بالأنساب وعدم الوقوف عند الثلاثين او الثلاثة والثلاثين كما أعتاد عليها بعضهم ؛لأن هذا الموقف قد يدفع بالبعض لترتيب عدد الاجيال في نسبه بما ينسجم مع ذلك ويحدث الخطأ غير المرغوب فيه
.



إرسال تعليق

أحدث أقدم