الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الكريم السمان





الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الكريم السمان


هو الشيخ أبو عبد االله محمد بن عبد الكريم السمان الصوفي، المدني، الخلوتي، القادري، الشاذلي، شيخ الطريقة السمانية وُلِد سنة ١١٣٠هـ /١٧١٨م
ونشأ بالمدينة المنورة، وتعلم فيها على يد كبار العلماء، وقرأ على الشيخ محمد بن سليمان الكردي، وهو متبحر في مذهب الإمام الشافعي، وأرسله والده إلى مصر فتلقته تلامذة أبيه بالإكرام، وعقد حلقة الذكر بالمشهد الحسيني، ثم توجه للمدينة. وبعد وفاة والده عُيّن شيخاً محل والده، وبقي شيخاً حتى
وافته المنية يوم الأربعاء الثاني من شهر ذي الحجة سنة ١١٨٩هـ /١٧٧٥ م بالمدنية المنورة، ودُفن بها في البقيع تجاه ضريح السيدة عائشة أم المؤمنين، وكان عمره ٨٠ عاما

ويعود نسب الشيخ محمد بن عبد الكريم السمان إلى: الشيخ أحمد بن محمد بن عمر بن أحمد بن حسن بن أحمد "بيرق دار السمان" بن حسن التقي بن عبد الرحمن بن سالم بن حسن بن علي القرشي بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن القاسم بن حسن بن محمد البكري بن عمر بن عبد الرحمن بن علي بن حسن بن عبد االله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن حسن التقي بن إبراهيم بن سهل بن عبد الله بن عمر بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

أخذ الشيخ السمان الطريقة الخلوتية عن الشيخ مصطفى بن كمال الدين الصديقي. الخلوتي وأخذ الطريقة القادرية عن الشيخ محمد طاهر الكردي المدني، وظهر بالطريقتين، وعمّر الشيخ السمان زاوية والده المسماة بـ دار أبي بكر الصديق وهي داره التي يسكنها، وهذه الدار هي التي شيدها سيدنا أبو بكر الصديق رضي االله عنه.
ويُروى أن زاوية الشيخ السمان التي بالحرم النبوي زمن الشيخ السمان كان يوجد فيها باب أبي بكر الصديق الشهير، ولكنها الأن قد دخلت ضمن المسجد النبوي بعد التوسعات الأخيرة.
وقيل أن زاوية السمان وهي المقابلة لباب النساء من الحرم المدني الشريف، كان فيها محل غسل جنازة سيدنا أبي بكر الصديق رضي.
في الأصل مكان دار سيدنا أبي بكر الصديق، ثم أصبحت تعرف بدار ريطة ابنة أبي العباس السفاح، وأيضاً أنشئ مكانها مدرسة للحنفية عُرِفت بالمدرسة اليازكوجية الحنفية، بناها يازكوج أحد أمراء الشام وعمل له مشهداً فيها ودفن فيه ثم عُرفت .
فيما بعد بزاوية عبد القادر الجيلاني، ثم عُرفت بزاوية السمان، وهو لقب لرجل من " بيت السمان" كان على الطريقة القادرية، واشتهر بالصلاح، وسكن أولاده من بعده تلك الزاوية، وقد هدمت هذه الزاوية مع دار ريطة المعروف بباب النساء وما حولها، في مشروع توسعة المسجد النبوي، في عهد الملك عبد العزيز آل سعود وتُعرف هذه الدار بأسماء أخرى مثل: "المدرسة السنجارية "و" زاوية الشيخ عبد
"القادر ، عمّرها بالأوراد والأذكار، وهي مشتملة على حجرات كثيرة، كان في وقته ينزل فيها الغرباء الواردون، واتخذها كذلك مركزاً وقاعدة لنشر طريقته في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، : من آثارهو النفحات الإلهية في كيفية سلوك الطريقة المحمدية، الوسيلة في الدعوات والاذكار، مولد النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم، والمناقب السنية من مواهب المنان على عبده ذي الاخلاق الرضية.

تزوج الشيخ محمد بن عبد الكريم السمان من السيدة ملك بنت مصطفى بن يوسف أفندي بن إبراهيم الشرواني، نسبة إلى مدينة " شروان" بالديار الرومية، وأنجب منها ولده الشيخ عبد الكريم الذي خلفه في المشيخة. وأنشأ الشيخ السمان الطريقة الصوفية الشهيرة بالطريقة السمانية وهي من كبريات الطرق الصوفية في العالم وخاصة في دولة السودان.

تُعد عائلة السمان من العائلات صاحبة المكانة المرموقة بالمدينة المنورة، فقد كان من ضمن الوفد الذي سلم مفتاح المدينة المنورة لآل سعود وقت ضم المدينة المنورة لحكمهم : لشيخ حسن السمان، وهو كان من كبار رجالات أهل المدينة المنورة وقتها. ولآل السمان وقفيات بالمدينة المنورة بالقُرب من المسجد النبوي، مازالت لهم إلى الأن، وناظرو الوقف هم من أحفاد الشيخ السمان.


إرسال تعليق

أحدث أقدم