القاضي عبدالله بن علي باسند العمودي الحضرمي البكري القُرشي ( 1295هـ - 1398هـ )
هو الشيخ القاضي المؤرخ الأديب عبدالله بن علي بن عبدالله باسند العمودي الحضرمي البكري الصديقي القُرشي من ذرية خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه
ولد بمدينة أبي عريش عام 1295 هـ ، وحفظ بها القرآن وتلقى تعليمه أولاً على يد الشيخ اسماعيل بن حسن عاكش، ثم رحل سنة 1315 هـ إلى بندر الحديدة فأخذ عن الشيخ فرج بن محمد الحوكي، والسيد محمد الأهدل، والعلامة عبدالله بن حيى مكرم ثم انتقل إلى المراوعة فأخذ عن السيد محمد بن عبدالرحمن بن حسن الأهدل وقد ترجم له مؤلف نشر الثناء الحسن فقال:
كانت إقامته بالمراوعة ثلاث سنين ثم عاد إلى أبي عريش عام 1320 هـ ثم خرج إلى ميدي ومن مشايخه السيد محمد بن علي الإدريسي وأجازة بثبت أسانيه المسمى ( العقود اللؤلؤية في الأسانيد الحديثية ) ثم ارتحل إلى مصر للإلتحاق بالجامع الأزهر وبعدما استفاد من رحلته عاد إلى وطنه ومسقط رأسه أبي عريش وكان مروره على بلدة ميدي فالتقى بها بالإمام محمد الإدريسي فألزمه قضاء ميدي وتوابعها إلى عام 1344 هـ ثم تولى قضاء أبي عريش من قبل السيد الحسن الإدريسي وبعد ذهاب دولة الإدريسي ودخول المنطقة في ولاية الملك عبدالعزيز آل سعود أبقى المترجم له في ولاية القضاء على أبي عريش.
وفي حوالي عام 1360 هـ انتقل لقضاء (الحقو) وما يتبعه وإرشادهم إلى نبذ المخالفات والعادات القبلية المتوارثة المنافية لتعاليم الإسلام واستمر قاضياً بها حتى عام 1365 هـ حيث طلب الإعفاء من القضاء فأعفى وأمره الملك عبدالعزيز بتدريس العلوم الشرعية وخصص له مرتباً لا زال يصرف حتى اليوم لبعض ورثته وقد بعث المترجم له بقصيدة تهنئة إلى الملك عبدالعزيز بعيد الأضحى عام 1349 هـ فرد عليه الملك بأن القصيدة أعجبنا بها وتدل على إخلاصكم وتقديركم نحونا فثقوا أنكم منا ومن المحسوبين علينا.
له مؤلفات أهمها:
1- مؤلف تاريخي أسماه ( اللامع اليماني في تاريخ المخلاف السليماني )
2- مختصر لكتابه اللامع أسماه ( تحفة القارئ والسامع في اختصار تاريخ اللامع ) حذف منه ما يستغنى عنه وأبقى ما لابد منه وأضاف ما يستحسن إضافته أما المؤلف الأول اللامع اليماني فقد عرضه على جلالة الملك فيصل لطبعه فأرسل له عن طريق محكمة أبي عريش تعويضاً مادياً ولم يطبع ويقال أنه يوجد الآن في دارة الملك عبدالعزيز في جناح المخطوطات التاريخية.
3- ( المد الصيملي الفرق لفتوي الصيلمي ) وهو عبارة عن مناظرة علمية شرعية بينه وبين أحمد علماء الزيدية اليمنيين بجبال صعدة، مخطوط.
4- ( رحلة الأسفار في من لقيت من الأنظار )
5- ( المرشد والبيان المفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان )
6- ديوان رسائل وقصائد شعرية في كثير من المناسبات تشتمل على أخبار مهمة ومفيدة.
ومن شعره هذه الأبيات وصية لأولاده في مرضه :
أبــنـــي إن أوصــي أوصـــــي إلـيــكــم *** بخصال لا زلـــتـــم لـــهـا بـتــمــســك
الــــديـــــن والـــتـــقـــوى وتــرك مـآثـم *** وحـــذار مـــن كـــذب يـشـيــن بعرفـك
والـصــدق زيـــن لـلـفـتـى فـاسـمــوا بـه *** فـالــزمــه حـقــاً لا عـــدمـــت هــنـالك
الــضــيــف لا تــهــمــل مــبـاشـــرة لـه *** وابسـط لــه الـوجـه البـشـوش لـزورك
و صل المقـــــاطع ما قطعـك وصـــالـه *** لتـكـون أفـضـل مـــن غـــدا بقـطـاعـك
وأغمض عيونك عن عــــيوب غــــيرك *** تبقي الصـــــــديق وكذا التغافـل فاسلـك
واحـفـظ صـلاتــك فـــي جـمــاعـة إنــه *** حـال الرجال الـعــــارفــيــن هــنــالــك
ولا تنسـوا لـي مـن الـدعـاء حـــقـا لـنـا *** بـالـمـيـت مـحـتــاج لــذا مــــن نـاســك
وله رسائل وقصائد من النظم الرائق وله كثير من النثر على سبيل المقامات في المناظرات يتخللها بعض المفاكهات الجميلة مع علماء أجلاء من اليمن وحضرموت ونجد والحجاز وكل هذه لم ترتب ولم تفهرس وترقم أوراقها بل هي متناثرة بين جملة كتب مخطوطة لبعض مشايخه الأهدليين وغيرهم كما أنها لا تخلو من التخريجات والشروحات عليها في الهوامش مع صعوبة الخط مما يتعذر ترتيبها وتبييضها وقد عُمّر إلى ما يزيد عن مائة عام حيث وافاه الأجل يوم الجمعة الحادي عشر من شهر صفر عام 1398 هـ يرحمه الله.
والمترجم له من الشخصيات العلمية في ( المخلاف السليماني ) منطقة جازان ومن الذين بذلوا جهوداً كبيرة في الأمر بالمعروف وإرضاد الناس والحكم بينهم في أكثر من محكمة فكانت حياته حافله بالجد والإجتهاد وعمل الخير وهو أديب وشاعر إلى جانب اشتغاله بالقضاء. كانت سيرته حسنه وأخلاقه فاضلة وقد برز من أبناءه فضيلة الشيخ صالح بن عبدالله العمودي الذي تولى أعمال القضاء في أكثر من محكمة بكل جد وإخلاص .
وقد كان رحمه الله حاكم المخلاف في عهد الادارسه في تهامه وكذلك تولى القضاء في عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله ..
وتوفي الإبن والوالد لا زال على قيد الحياة فرثاه بمرثية منها:
مـاذا أقـول بترحـال الفتـى والعـلـم**حاوي العلوم أخا الآداب والشيم
:
التراجم