العلامة الطالب المصطفى القلاوي البكري
للفقيه العلامة الطالب المصطفى القلاوي البكري (1050-1139هـ)
هو الولي الفقيه الكامل والرئيس العالم، السُّني السَّني: الطالب المصطفى بن الطالب عثمان بن المختار بن يعقوب بن أحمد بن محم (محمد) بن محمد قلي بن إبراهيم بن محمد بن جابر بن موسى الطاهر بن عبد القاهر السهروردي بن عبد الله بن محمد بن عبد الله (عَمَّوية) بن سعد بن الحسَن بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
فهذا نسبه من غير اعضال ولا انقطاع، كما جاء في بعض النسخ التي بحوزة القبيلة، وقد أوصله كل من: ابن عساكر وياقوت الحموي، وابن الجزي وسبط ابن الجوزي والقزويني، والمقريزي، وحاجي خليفه.. فاتصل انقطاعه عند ابن السمعاني وابن النجار.
ولد الطالب المصطفى القلاوي البكري في منتصف القرن الحادي عشر الهجري، وتربى في بيئة شنقيط العالمة، فأخذ العلم أولا عن محيطه العائلي الخاص، وهم آل الطالب عثمان، ثم باشر الدراسة على علماء شنقيط الأعلام، كالعلامة شيخ الشيوخ وعلم الرسوخ: أحمد بن أحمد بن الحاج الشنقيطي(ت:1086هـ) والعلامة سيدي محمد بن المختار بن الأعمش العلوي(ت:1107هـ) والعلامة النوازلي : محمد بن أبي بكر ابن الهاشمي القلاوي(1098هـ) هؤلاء الثلاثة نص هو على الأخذ عنهم. كما كان من ضمن أذكى أربعة شبان من شنقيط تم اختيارهم لحفظ كتب وعلم الشريف التلمساني ( الشاب الشاطر) الزائر لشنقيط، وذلك في ظرف سنة واحدة فقط.
وبعد ما أخذ علم أهل شنقيط اتجه شمالا نحو الجنوب المغربي، فنهل من العلم، ورجع لشنقيط بمكتبة كبيرة، ولكنه لم يطل به المقام فيها حتى يمم وجهه شطر شرق البلاد حيث: ولاته وتيشيت ومنطقتي (ارگيبه) و(أفله)، فاتصل بعلماء هذه المنطقة، وكانت له بهم خلطة علمية كالشريف الحسني الطالب صديق الجماني، وزميله هو في الدرس: الحاج الحسن بن آغبد الزيدي عالم بلاد التكرور. وبعد إرواء نهمه العلمي والروحي للمرة الثالثة، والذي أوصله إلى مرتبة عالية جعلت شيخه العلامة بن الأعمش العلوي يكتب إليه في نوازله" إلى الفقيه الطالب المصطفى" استقر الطالب المصطفى في مكان قرب (جبل گنديگه) وأسس زاويته: (قصر السلام)، وهي الحاضرة التي سيصبح لها من الصيت العلمي والعمراني ما ينافس كبريات المدن الحضرية القديمة في البلاد. فهوت إليه الأفئدة وقصده الناس من كل صوب وحدب، من كل الفئات الاجتماعية في البلد، فكان أول مؤسس حقيقي لقبيلة لقلال من حيث القوة والرفعة والمجد والهيبة، فهابته الناس، وخافته اللصوص، ونمت القبيلة في عهده نماء لا كفاء له، وصار بداية لتاريخ جديد لا عهد للقبيلة به سلفا. وكان الطالب المصطفى القلاوي عالما ورعا، يقدر الناس وينزلهم منازله، وكان له مجلس شورى من أهل الحل والعقد، لتدبير أمور (حِلَّته) التي كانت المؤن توزع فيها على ظهور الجياد؛ لاتساعها وترامي أطرافها، وكان مع ذلك فارا بدينه مكن الفتن، ابتلي بالرئاسة فلم تشغله عن العبادة والورع، كما كان ينطق بالحكمة والالهامات الربانية، وجعل الله البركة كلمة باقية في عقبه، وفي كل من هاجر إليه.
تزوج الطالب المصطفى من كريمة الشريف الحسني: الطالب صديق الجماني فأنجبت له أغلب أولاده، وقد أعقب من الولد خمسة:
1.أحمد طالب ولد الطالب المصطفى(ت:1131هـ).
2.المختار (نختيرو) ولد الطالب المصطفى (الشهيد:1113هـ) في حرب (الرماة).
3.عبد الرحمن ولد الطالب المصطفى، الملقب (خليفه= الخليفة).(ت:1166هـ)
4.بُوبَّ ولد الطالب المصطفى القلاوي.
5.داهي ولد الطالب المصطفى القلاوي.
ولكل من هؤلاء الخمسة عقب، وهم يشكلون اليوم بمن معهم من القبيلة ما يعرف بأقلال ارگيبه، أو (أهل الطالب المصطفى القلاوي)، القاطنين في المجال جغرافي بين الحوض الغربي ولعصابه وتگانت.
يعتبر الطالب المصطفى من الفقهاء الأعلام الذين تُرد إليهم النوازل، وقد ترك تراثا فقهيا وفتاوى نوازلية في الواقعات المحلية، كانت في دفاتر كبيرة ومتوسطة، لم يصلنا منها سوى النزل القليل؛ نظرا لضياع تراث البلد، وقلة حفظه بسبب الترحال في البادية، ومن هذا القليل: أربع فتاوي تضمنها: " كتاب العمل المشكور في جمع فتاوى علماء التكرور" لمصطفى بن سيدي أحمد بن عثمان القلاوي، وجلها في حكم "التوظيف" على الناس للمصالح العامة، وحكم المعاملات مع مستغرقي الذمة.. وهي أهم النوازل التي كانت تشغل بال الفقها في ذلك العصر، فكاتب بها شيوخه، وعلماء عصره للتعقيب عليها أو التسليم بها قبل العمل بها.
غير أن أهم ثروة علمية وتربوية هي تلك التي تركها العلامة الطالب المصطفى في صدور العديد من جهابذة الأعلام الذين تخرجوا على يده، من مختلف القبائل والفئات والأماكن، ولا يمكن حصرهم هنا لكن أذكر منهم على سبيل المثال:
1.الحاج محمد أبا الكساء(بوكسه) العلوي.
:
التراجم