أحمد بن هارون الرشيد العباسي الهاشمي

 

                                                                               



أحمد بن هارون الرشيد العباسي الهاشمي

 

أبو العباس أحمد بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبو جعفر المنصور العباسي الهاشمي القرشي

 هو أحمد بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبوجعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب بن هاشم.

عرف ب (السبتي) كان عبدا صالحا زاهدا ترك الدنيا في حياة أبيه مع القدرة ولم يتعلق بشيء من أمورها وأبوه خليفة الدنيا وآثر الانقطاع والعزلة وإنما قيل له السبتي لأنه كان يتكسب بيده في يوم السبت شيئا ينفقه في بقية الأسبوع ويتفرغ للاشتغال بالعبادة فعرف بهذه النسبة ولم يزل على هذه الحال وقد ولد يوم كان أبوه وليا للعهد في عهد ولاية عمه الهادي وقد توفي سنة اثنان وتسعين ومائة قبل موت أبيه، وأخباره مشهورة، وذكره ابن الجوزي في شذور العقود وفي صفوة الصفوة، وهو مذكور في كتاب التوابين وفي كتاب المنتظم أيضا.

عاش «أحمد» زاهدا، عابداً، لا يأكل إلا من عمل يده، وكان يعمل فاعلاً، «أجيراً» في الطين، رأس ماله مجرفة يجمع بها التراب، وزنبيل «قفة» يحمل بها ما جمع، ليجلعه طينا، ثم يستعمله في الأغراض التي يصلح لها. كان يعمل يوماً واحداً في الأسبوع «يوم السبت» ويحصل على أجر مقداره درهم ودانق، «جزء من الدرهم» ثم يقبل على العبادة بقية أيام الأسبوع. قيل: إن أمه «زبيدة» وصحح «ابن كثير» في «البداية والنهاية» ج/ 10 ص 191: أنه ابن امرأة كان «الرشيد» قد أحبها وتزوجها قبل توليه الخلافة، ويبدو أن ذلك لم يكن عن أمر والده أو مشورته، فلما حملت منه بـ «أحمد» هذا أرسلها إلى البصرة، وأعطاها خاتماً من ياقوت أحمر، وأشياء نفيسة، وأمرها إذا أفضت إليه الخلافة أن تأتيه، وكان الرشيد يتابع أخبارها، ويرسل إليها ما يصلح حالها، وبلغه أنها وضعت مولوداً سمته (أحمد) فلما صارت الخلافة إلى هارون الرشيد لم تأته ولا ولدها، بل اختفيا، وبلغه أنهم ماتا، ولم يكن الأمر كذلك، وبحث عنهما، فلم يطلع منهما على خبر، وكان «أحمد» يعمل بيده ويأكل من كدِّ يده.

كان بقية أولاد الرشيد الأمين والمأمون، والمعتصم والقاسم. بجانب ابن خامس هو أكبرهم ظلَّ مجهولا لدى الناس حتى مات وهو " أحمد بن الرشيد " الذي عاش عابِدًا زاهدا وترك مُلكَ أبيه واشتغل بالطين وقد ذكره المؤرخ ابن كثير في البداية والنهاية فقال: " كان زاهدا عابدا قد تنسّك، وكان لا يأكل إلا من عمل يده في الطين، كان يعمل فاعلا فيه، وليس يملك إلا مروا وزنبيلا - أي: مجرفة وقُفَّة - ولا يذكر للناس من هو إلى أن اتفق مرضه في دار من كان يستعمله في الطين ويقال انه قريب امه ابن أبو العتاهية الشاعر الذي كان طيانا بناء فمرَّضه عنده. فلما احتضر أخرج الخاتم وقال لصاحب المنزل: اذهب بهذا إلى الرشيد وقل له: صاحب هذا الخاتم يقول لك: إيَّاكَ أن تموت في سكرتك هذه فتندم حيث لا ينفع نادما ندمه، واحذر انصرافك من بين يدي الله إلى الدارين، وأن يكون آخر العهد بك، فإن ما أنت فيه لو دام لغيرك لم يصل إليك، وسيصير إلى غيرك، وقد بلغك أخبار من مضى. قال: فلما مات دفنته، وطلبت الحضور عند الخليفة، فلما أوقفت بين يديه قال: ما حاجتك؟!! قلت: هذا الخاتم دفعه إليّ رجل وأمرني أن أدفعه إليك، وأوصاني بكلام أقوله لك. فلما نظر الخاتم عرفه فقال: ويحك وأين صاحب هذا الخاتم؟!! قال: فقلت: مات يا أمير المؤمنين. ثم ذكرت الكلام الذي أوصاني به، وذكرت له أنه يعمل بالفاعل في كل جمعة يوما بدرهم وأربع دوانيق، أو بدرهم ودانق، يتقوت به سائر الجمعة، ثم يقبل على العبادة. قال: فلما سمع هذا الكلام قام فضرب بنفسه بالأرض وجعل يتمرغ ويتقلب ظهرا لبطن ويقول: والله لقد نصحتني يا بني، ثم بكى، ثم رفع رأسه إلى الرجل وقال: أتعرف قبره ؟!! قلت: نعم!! أنا دفنته. قال: إذا كان العشي فائتني. فقال: فأتيته فذهب إلى قبره فلم يزل يبكي عنده حتى أصبح، ثم أمر لذلك الرجل بعشرة آلاف درهم، وكتب له ولعياله رزقا.

 

مصادر :

 

1- البداية والنهاية لابن كثير

2- وفيات الأعيان لابن خلكان

3- صفة الصفوة لابن الجوزي

4- كتاب التوابين لابن قدامة المقدسي

 



إرسال تعليق

أحدث أقدم