سيدي الشيخ






سيدي الشيخ


سيدي الشيخ واحد من الوجوه الأكثر بروزا في الجنوب الغربي الجزائري على الصعيد الديني كما على الصعيد التاريخي، تسمية سيدي الشيخ التي عُرف واشتهر بها هي لقب يدل على علوّ مكانة مشيخته وَ ولايته.
اسمه الحقيقي هو عبد القادر بن محمد بن سليمان بن أبي سماحة ،نشأ في نواحي " قصر أربوات " وهي عبارة عن واحة واقعة على الطريق المؤدي إلى البيّض في اتجاه الأبيض على بعد حوالي 23 كلم من هذه الأخيرة.مولده
بينما كانت أمه آتية من البدو حتى حصل لها المخاض في أربوات الفوقاني وبالضبط بدرا قرب المسجد العتيق – معلم تاريخي - وقد اتخذها أهل المنطقة كدار للضيوف – كما أنها تحتوي هذه الدار على وتد أصبح يستعمله أهل هذه المنطقة للتداوي به من كل داء. حسب بعض ألأقاويل الشعبية المعروفة، فإنّ أُمّه تسمّى شفيرية كانت ابنة الشريف سيدي علي بن سعيد أحد " أولياء " المنطقة، وقبره مشيّد في قبّة في" قصر الغاسول "، على بعد حوالي 35 كلم جنوب البيّض حاليا .
المخطوطات تصرح أن سيدي الشيخ توفي سنة 1025 هـ/ الموافق ل 1616 عن عمر يناهز 85 سنة ومن ذلك نستنتج أنه ولد سنة 940 هـ/ 1533 م. إنه ينحدر من سلالة أول خليفة في الإسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

هو الشيخ عبد القادر بن محمد بن سليمان بن أبي سماحة بن أبي ليلى بن أبي يحيا بن عيسى بن معمر بن سليمان بن سعد بن عقيل بن حرمة الله بن عسكر بن زيد بن أحمد بن عيسى بن الثادي بن محمد بن عيسى بن زيدان بن يزيد بن طفيل بن المضي بن ازراو بن زغوان بن صفوان بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه .

في هذا الجو التاريخي نشأ سيدي الشيخ الذي كان حسب مترجميه منذ ولادته يتميّز بطابع القداسة. إن كراماته تملأ مناقبه. ولن نتطرّق في هذه الدراسة إلاّ إلى الأعمال التاريخية المحضة، تاركين لمن يهمّهم أمر هذه المسألة من هذا الجانب (الذي لا يجب إهماله) أن يرجعوا إلى هذه الأعمال وإلى الروايات الشفهية المحلية.
منذ صغر سنّه أظهر استعداداته المتميزة للدراسات الدينية أثناء تكوينه الفكري تابع الدروس متلقّيا التشجيعات من مختلف شيوخه المحلّيين أمثال الشريف سيدي الحاج بن عامر، مؤسس القرية التي تحمل اسمه، ومن أقرباء أبيه بالمصاهرة، وأمثال الشيخ عبد الجبار بالقصر الصغير الشلالة الظهرانية من نفس المنطقة ،والشيخ [أحمد بن ] موسى الحسن الكرزاز مؤسس فرع من الشاذلية الكرزازية مركزها الواحة التي تحمل نفس الاسم [ليس شيخاً له بل رفيق الدراسة عند الشيخ أبي عبد الله ابن عبدالرحمان السهلي ]، والموجودة بطريق بشار إلى قورارة.

لكنّ شيخها الأوليّ الملقّن للشاذلية كان الشيخ محمد بن عبد الرحمن من قرية السهلي.
أبناء سيدي الشيخ .

أولاد سيد الشيخ خلال القرن الرابع عشر دخل أسلافهم الجزائر بقيادة سيدي معمر بن سليمان العالية. برز من خلف سيدي معمر سيدي سليمان بن أبي سماحة.
وظهر بعده حفيده سيدي عبد القادر بن محمد المكنى " بسيدي الشيخ" إنها التسمية التي أطلقت على سلفه من بعده إلى الآن.

كان لسيدي الشيخ ثمانية عشر ولدا، عاش منهم أحد عشر:1/ سيدي الحاج بن الشيخ 2/ سيدي الحاج عبد الحاكم3/ سيدي الحاج إبراهيم 4/ سيدي أمحمد عبد الله 5/ سيدي الحاج أبي حفص 6 سيدي عبد الرحمان 7/سيدي المصطفى 8/ سيدي الحاج أحمد وأمه نصرانية أسلمت وهي دفينة خميس مليانة 9/ سيدي محمد 10/ سيدي التاج11/ سيدي بن عيسى لعرج.

أما أسماء الآخرين فهم سيدي قاسم، سيدي الموسم، سيدي بونوار، سيدي زروقي، سيدي الحاج الدين، سيدي حسن وسيدي المدني. تكونت قبيلة أولاد سيدي الشيخ من خلفه وتفرعت نسبة لكل ولد على حدة.

أصبحت للقبيلة مكانة مرموقة ومتميزة في المناطق التي تواجد بها أعضائها. وأعظمهم من الرحال أصلا. خصوصياتهم الاجتماعية معروفة وأصالتهم مشرفة. يشهد لهم التاريخ بوزن سياسي ثقيل وبطولة قوية والتشبت بالدين .


Post a Comment

Previous Post Next Post