سيدي بحوص الحاج
هو مولانا وشيخنا القطب الشهير بحوص الحاج أو بوحفص الحاج خليفة القطب الرباني مولانا الشيخ سيدي الحاج عبد الحاكم نجل مؤسس الطريقة الشيخية إمام الصوفية مولانا الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد أجمعين ونفعنا وكافة الفقراء والأحباب ببركاته آمين والده السيد الحاج عبد الحاكم، الولي الصالح البركة، المجاهد وهو رابع أبناء الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد .
أخذ عن والده المذكور، وبعده عن أعلام عصره، وتولى مشيخة الزاوية والطريقة " الشيخية " بعهدة من أخيه الولي الصالح سيدي الحاج أبي حفص، وله كرامات ظاهرة وأحوال باهرة، والدته السيدة خديجة ابنة القاضي الجوزي، وهو شقيق السيد محمد عبد الله، توفي السيد الحاج عبد الحاكم ودفن في مقبرة السيد الحاج أبي حفص بالأبيض" جنوب الجزائر" وضريحه بها مشهور يزار.
وخلف ثمانية أبناء، نشأ في بيت علم وصلاح، جامع لخصال الخير، من كرم ونجدة وعبادة وإرشاد وتربية وإصلاح بين الناس، وجهاد وسلوك، فتشرب منذ صباه هذه المعاني وإرتاد تلك المغاني، وأسعفته السابقة الأزلية، فظهرت علامات نجابته وصلاحه، كما قال جده العارف بالله الشيخ عبد القادر بن محمد في قصيدته الياقوته:
ومنذ عقلنا سدد الله سعينا == وما زلنا مقتفين نهج الشريعة
حفظ القرآن الكريم في صباه وتمرس بالعلوم النقلية والعقلية ورحل إلى توات، وكان عمه الذي كفله أشار إلى ذلك يقوله " إن حاجتك في زيارة لرجال الحشان"، فيمم تلك الأصقاع وجال تلك البقاع، وتتلمذ للعلامة الرباني الشريف سيدي إبراهيم بن أحمد آل سيدي موسى بن مسعود دفين تاسفاوت، وهو من نسل الغوث القطب الجامع عبد القادر الجيلاني قدس الله سره، وتلميذ الشيخ العارف بالله سيدي أحمد بن يوسف الملياني"
أخذ سيدي إبراهيم بن أحمد عن العلامة المحقق الولي الصالح سيدي محمد عبد العزيز بن السيد محمد بن العارف بالله العلامة الرباني والهيكل الصمداني، شيخ المشائخ دي القدم الراسخ، الطود الشامخ الحاج أبي القاسم بن الحسين الجراري " رحمهم الله.
ولصاحب الترجمة مقام بالواجدة معروف، ويذكر أنه لبث ثلاث سنين عند شيخه " وهو أخذ عن سيدي إبراهيم بن أحمد المتوفي سنة 1107 ه وهو عن العلامة الرباني سيدي محمد بن عبد العزيز المتوفي سنة 1064 ه عن العلامة الشيخ سيدي الحاج أبي محمد دفين تبلكوزة المتوفي سنة 1036 ه أما طريقة جده العارف بالله الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد فقد أخذها عن والده وعن بعض أعمامه عن الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد عن العارف بالله الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمن السهلي وفي نظم هذه السلسلة " المباركة " بعد أخذه عن شيخه، عاد إدراجه إلى البنود، وتصدر للتربية والتدريس وتلقين الذكر والانقطاع للعبادة وأسس خلوته المعروفة بالمرفوعة، وقصدته وفود العرب من كل جهة، وظهرت علامات خصوصيته وبراهين ولايته وشرع في التأليف، ومن آثاره العلمية في ذلك :
مفتاح الخيرات والبركات بهجة البهاج المشهودة في تنزيه من لا يكيف أحد وجوده المؤلفة في أسماء الله الحسنى
وتؤثر كرامات وأحوال شريفة دالة على عمق معرفته وشريف رتبته في العلم، نسأل الله أن ينفعنا منه بكل ذلك بمنه وفضله، ومما يؤثر عنه من الكرامات إجابة ما دعا به" لخليفته وتلميذه " سيدي الشيخ بن الدين ومن ذلك أن السكوم قائد الكرارمة لما قامت القبيلة المذكورة بغارة على إحدى القبائل وإستولت على إبلهم، جاء أحد من إستولى السكوم على إبله إلى سيدي بحوص الحاج طالبا منه التوسط لدى القائد المذكور ليستعيد إبله، فلما قدم صاحب الترجمة إلى السكوم لم يستقبله الإستقبال للائق به، وقال له إن الإبل قد قسمت في الجيش ولا سبيل إلى البحث عن إبل قد وزعت، وأوصاه أن يذهب إلى علي بن أحمد وهو أحد جنوده، فلعله يجد في قسمته ضالته، ولما ذهب إليه فرح به وأطعمه من خير ما عنده، وبعدما أخبره الشيخ بسبب مقدمه، قال له : يا سيدي لقد أعطيت جملا واحدا في نصيبي من الغنيمة ولي جمل واحد إرحل عليه فهو هدية لك، فإهتز الشيخ سيدي بحوص الحاج لصدق هذا المريد وقال له : " السكوم إنتقص وإتكفس وأهل الله طمسوا علامه، وعلي بن أحمد أتسيس وإتريس، وأهل الله رفعوا علامه ".
فأنفذ الله دعاءه في القائد السكوم، فعزل وخذل، وأعلى الله رتبة علي بن أحمد فتولى رئاسة قبيلته بعد ذلك، وإستقرت في ولده وآخرهم الحاج قويدر بن سليمان ببني ونيف وكان ذا مرؤة وعقل ورأي. ومنها أنه عند شروعه في التجهز للرحيل إلى المشرق إستدعى مريديه وقال لهم : " ليطلب كل منكم ما يشاء" فمنهم من طلب حفظ ماله ومنهم من طلب غير ذلك، وطلب أحد أولاد سيدي أحمد المجدوب رؤية النبي فقال له :" يوم كذا طهر خيمتك وأطلق البخور والروائح الطيبة وسيزورك النبي " وكان الأمر كذلك.
توفي الشيخ الإمام العلامة القطب الشهير سيدي بحوص الحاج في منقبلة من الحجاز بعد أداء فريضة الحج، ودفن بالإسماعيلية " بمصر المحروسة " ويقال له هناك سيدي أبو حفص الغريب ولم نعثر على تاريخ وفاته خلف الشيخ بحوص الحاج ثلاثة أولاد وهم :
*سيدي بودواية
كان من أولياء الله الصالحين وكان معاصرا للشيخ العارف بالله سيدي أحمد التجاني رحمهم الله .
*سيدي قدور
كان ذا جاه ورفعة وشأن، محترما من العامة ساعيا في الإصلاح وجمع الكلمة وتأليف القلوب على ما فيه رضى الله توفي في 15- 7 - 1869 م عن عمر يناهز التسعين سنة، دفن داخل قبة الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد، له كرامات كثيرة منها ما ظهر لدى وفاته وأثناء حمله للدفن.
* سيدي الشيخ
أحفاده يتواجدون بالمغرب .
:
التراجم