فضل علم النسب



فضل علم النسب



عن أبي هريرة رضي الله عنه أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
)
تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الأَهْلِ، مَثْرَاةٌ لِ، مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ، مَنْسَأَةٌ فِي الأَثَرِ ).
رواه أحمد والترمذي والطبراني والحاكم في مستدركه وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم،ولا تكونوا كنبط السواد إذا سُئل أحدهم ممن أنت، قال: من قرية كذا، فوالله إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشيء لو يعلم الذي بينه وبينه من دخلة الرحم لردعه ذلك عن انتهاكه  فالشرع يحثّنا على تعلم ومعرفة الأنساب، لأسباب كثيرة من أهمها صلة الرحم،فإذن كيف نَصِل ذوي أرحامنا إن كنا لا نعرف من هم ذوي أرحامنا أصلاً : 
وقديماً قيل.
إن علم النّسب والأخبار من علوم الملوك وذوي الأخطار، ولا تسمو إليه إلّا النفوس الشريفة، ولا تأباه إلّا النفوس الدنية والعقول السخيفة علم الملوك: وقيل أيضاً. النسب والخبر والشعر، وعلم السلطان: المغازي والسير  
ومن خير ما جاء عن فوائد وفضائل علم النسب ما ذكره العلامة النسابة، جهبذ
جهابذة علماء النسب، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي (الظاهري) المتوفى سنة ٤٥٦هـ ، حيث قال :   علم النسب علم جليل رفيع، إذ به يكون التعارف.  
وقد جعل الله تعالى جزءاً منه تعلّمه لا يسع أحداً جهله، وجعل تعالى
  
 
جزءاً يسيراً منه فضلاً تعلمه، يكون من جهله ناقص الدرجة في الفضل وكلّ علم  هذه صفته فهو علم فاضل، لا ينكر حقه إلا جاهل أو معاند.
فأما الفرض من علم النسب، فهو أن يعلم المرء أن محمداً - صلى الله عليه وآله
-
وسلم الذي بعثه الله تعالى إلى الجنّ والإنس بدين الإسلام، هو محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي، الذي كان بمكة، ورحل منها إلى المدينة. فمن شك في محمد صلى الله عليه وآله وسلم - أهو قرشي، أم يماني، أم تميمي، أم أعجمي، فهو كافر، غير عارف بدينه، إلا أن يعذر بشدّة ظلمة الجهل، ويلزمه أن يتعلم ذلك، ويلزم من صحبه تعليمه أيضاً.

ومن الفرض في علم النسب أن يعلم المرء أن الخلافة لا تجوز إلا في ولد فهر بن " مالك بن النضر بن كنانة"، ولو وسع جهل هذا لأمكن إدعاء الخلافة لمن لا تحلّ له، وهذا لا يجوز أصلاً.
 وأن يعرف الإنسان أباه وأمّه، وكلّ من يلقاه بنسب في رحم محرّمة، ليجتنب ما يحرم عليه من النكاح .
فيهم وأن يعرف كل من يتصل به برحم توجب ميراثاً، أو تلزمه صلة أو نفقة أو معاقدة أو حكماً ما، فمن جهل هذا فقد أضاع فرضاً واجباً عليه، لازماً له من دينه.

وأما الذي تكون معرفته من النسب فضلاً في الجميع، وفرضاً على الكفاية، نعني
على من يقوم به من الناس دون سائرهم، فمعرفة أسماء أمهات المؤمنين،
المفترض حقهن على جميع المسلمين، ونكاحهنّ على جميع المؤمنين حرام، ومعرفة أسماء أكابر الصحابة من المهاجرين والأنصار الذين حبّهم فرض.
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :  أنه قال - آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار.
فهم الذين أقام الله بهم الإسلام، وأظهر الدين بسعيهم.
وكذلك صح أنه – صلى الله عليه وآله وسلم - أمر كل من ولى من أمور المسلمين شيئاً أن يستوصى بالأنصار خيراً، وأن يحسن إلى محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم. فإن لم نعرف أنساب الأنصار، لم نعرف إلى من نحسن ولا عمن نتجاوز، وهذا حرام.
ومعرفة من يجب له حق في الخمس من ذوي القربى، ومعرفة من تحرم عليهم
الصدقة من آل محمد- صلى الله عليه وآله وسلم - ممن لا حق له فى الخمس، ولا تحرم عليه الصدقة.
 وكلّ ما ذكرنا، فهو جزء من علم النسب.

 
وفي الفقهاء من يفرق في أخذ الجزية وفى الإسترقاق، بين العرب وبين العجم،
ويفرّق بين حكم نصارى بني تغلب، وبين حكم سائر أهل الكتاب فى الجزية وإضعاف الصدقة، فهؤلاء يتضاعف الفرض عندهم في الحاجة إلى علم النسب. وقد قص الله تعالى علينا في القرآن ولادات كثير من الأنبياء - عليهم السلام - وهذا علم نسب.
وكان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يتكلم في النسب فقال نحن بنو :
النضر بن كنانة وذكر أفخاذ الأنصار إذ فاضل بينهم. فقدم بني النجار، ثم بني
عبد الأشهل، ثم بني الحارث بن الخزرج، ثمّ بني ساعدة، ثمّ قال: وفى كلّ دور وفى كلّ دور  الأنصار خيرالأنصار خير وذكر بني تميم، وبني عامر بن صعصعة وغطفان  .









إرسال تعليق

أحدث أقدم